أهمية العمل الجماعي لإنهاء وصمة العَيْب التي تحيط بالفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات

Publication date
بقلم عُلا عبد الحفيظ، طالبة، قطر
Image
A female teacher wearing a dark headscarf points to a paper in front of a young girl with a braid

تُعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المكان الوحيد الذي يزيد فيه عدد الفتيات اللاتي يدرسن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات عن عدد الفتيان. أعتقد أنه في المجتمعات التي يهيمن عليها الذكور تشعر النساء بالحاجة إلى العمل بجديّة أكبر لإثبات أنفسهن، لذلك يخترن في الغالب دراسة مواضيع أكثر صعوبة. أما عندما يتعلق الأمر بمكان العمل، فإن معظم تلك النساء لا يعملن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لأسباب مختلفة، مثل ضغوطات المجتمع وأحكامه، والذي يفترض أن المرأة تفقد جانباً من هويّتها عندما تبدأ العمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لأن مثل هذه المجالات تستغرق وقتاً وتفانياً كبيرين، والأجور المقدّمة فيها غير متكافئة، بالإضافة إلى عدم حصول النساء على دعمٍ من أسرهن، والعديد من الأسباب الأخرى.

وفي حال أردنا رؤية المزيد من الفتيات يدرسن ويعملن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فإنه يجب على المدارس وأولياء الأمور وصانعي السياسات العمل معاً لإنهاء وصمة العَيْب التي تحيط بالفتيات في هذه المجالات. حيث ينبغي أن يعمل صانعو السياسات على جعل مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أكثر مرونة وتكيّفاً مع الفتيات، وهذا يبدأ بفهم الاختلافات بين الذكور والإناث في المجتمع واحترام الاختلافات البيولوجية للنساء، بما في ذلك سنّ السياسات العادلة حول إجازات الحمل والأمومة. ويجب على صانعي السياسات أيضاً التأكد من أن المسؤولين عن دفع الأجور في مكان العمل لا يضطهدون النساء اللاتي يمثّلن الأقلّية في هذه المجالات، كما يجب وضع لوائح في وسائل الإعلام التي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز وصمة العَيْب حول الفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

تلعب الأسرة دوراً مهماً للغاية في دعم وتشجيع الفتيات للدخول في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لأن الأفكار والمعتقدات التي يزرعها الأهل في بناتهم سيكون لها أثر على الطريقة التي يواجهن بها الصعوبات والتحديات في الحياة. ولذلك، يجب أن تسعى الأسرة إلى مساعدة الفتيات على بناء ثقتهن في أنفسهن وتشجيعهن على مواجهة التحديات بقوة، وتعريفهن أيضاً على النساء الملهمات في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وتؤدي المدارس أيضاً دوراً لا يقل أهمية في تشجيع الفتيات على الالتحاق بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، خاصة إذا لم تحظَ تلك الفتيات بأسرة داعمة ومشجّعة. وفي هذا السياق، ينبغي على المدارس أن تعرّف الفتيات من الصغر بموضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وفوائد الالتحاق بمهن في هذه المجالات وتُطلعهن على نماذج يُحتذى بها، إذ ينبغي أن ترى الفتيات معلومات حول النساء الناجحات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ممّن غيرن ملامح العالم إلى الأبد في مختلف أنحاء المدرسة وفي المكتبات. أما دور المعلمين فهو بناء ثقة الفتيات في مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتشجيعهن على الإيمان بقدراتهن ومهاراتهن، ومعرفة أنهن ليسن أقل ذكاءً من الفتيان في هذه المجالات، كما يجب عليهم أيضاً تثقيف الفتيات حول واقع العمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ودعمهن لمواجهة التحديات التي قد تعيق وصولهن إلى أهدافهن، وتمكينهن ليكونن مستقبل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

يجب أن نعمل كفريق واحد لمساعدة الفتيات في السعي لتحقيق أحلامهن والأهداف التي يصبون إليها من خلال مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.