التعافي من الزلزال: من الأزمات إلى قيادة المجتمع

Publication date
Image
أضرار الزلزال في تارودانت

 ديسمبر، ٢٠٢٣

صلاح الدين الزياتي، منتسب في منظمة "علّم لأجل المغرب"

 

عندما ضرب زلزال بقوة 6.8 المغربَ، كنت قد أنهيت للتو جلسة تدريبية للمعلمين حول الرعاية والتنمية في مرحلة الطفولة المبكرة في فاس. وفي خضم المناقشات، بدأت الكراسي في الردهة في التحرك، مما أثار القلق والذعر بين جميع الحاضرين، ووَجّهنا مشرف تدريب المعلمين بشكل عاجل للخروج إلى الخارج، حيث أدركنا بسرعة شدة الموقف - إنّه زلزال هائل.

وعندما عُدت إلى مدينتي تارودانت، قُوبل حماسي للتدريس ودخول الصف في المدرسة الحكومية التي تم تعييني فيها بالحقيقة الصارخة - أنّ مدرسة.كم ٱيت دهان تضررت بشدة من الزلزال. كانت هناك شقوق خطيرة في كافة مباني المدرسة، بما في ذلك المدخل والمكاتب الإدارية، كما ألحق الزلزال أيضًا العديد من الأضرار بمنزلي الذي أسكن فيه. ولمواجهة الصعوبة في استخدام وسائل النقل، اضطررت للإقامة مؤقتًا في أحد الصفوف الدراسية. على الرغم من هذه التحديات غير المتوقعة، كنت أعرف مدى أهمية الأسبوع القادم - حيث سيرحب المعلمون في جميع أنحاء المغرب بطلابهم في بداية العام الدراسي - ولذا حصلت على موافقة المدير للعمل مؤقتًا في صف دراسي بديل مخصص لطلاب المدارس الابتدائية حتى اكتمال تجديد صفوف مرحلة ما قبل المدرسة (رياض الأطفال).

كان طلابي، بالرغم من أنّهم لم يبلغوا من العمر إلّا أربع سنوات، يُدركون وبشكل تام التأثير المدمر للزلزال على مجتمعهم ومدرستهم، وقد تَشكّل لديهم على إثره خوفٌ نفسيٌ من الأماكن المغلقة أيضًا. انطلاقًا من الحاجة لتهيئة بيئة تعلم إيجابية، فقد التقَيْت بعائلات طلابي ومقدمي الرعاية لهم، لنجد معًا الحلول والطرق التي يمكنها طمأنتهم، وعملت بجدٍ أيضًا لإيجاد جو ترحيبي وآمن لطلبتي في هذا السياق.

هذا وانضممت إلى مبادرة محلية لجمع التبرعات للعائلات المتضررة من الزلزال في جبال الأطلس الكبير، وتطوعت ووزعت المساعدات على مجتمع سيدي عبد الله أوسعيد. وقد ساعدني برنامج تطوير القيادة لمنظمة "علّم لأجل المغرب" للشعور بالاستعداد لمواجهة هذا التحدي - علمني قوة القيادة الجماعية والحاجة إلى التعاون مع الآخرين.

الآن بعد مرور ثلاثة أشهر وأنا أفكر في هذه الكارثة الطبيعية، أرى أهمية ضبط النفس، والمرونة والصبر خلال مثل هذه الأزمات. كما أنّ نصيحتي للمعلمين الذين يواجهون تحديات مماثلة هي اتخاذ القرارات في الوقت المناسب، واكتساب مهارات التواصل الفعال، والتعاون مع الآخرين - يمكن أن تساعدك هذه السمات القيادية الثلاثة على تجاوز الأزمات والمساهمة بشكل إيجابي في المجتمعات المتضررة.