في اليوم العالمي للطفل، نرفع أصوات جميع الأطفال

Publication date
بقلم: دانا خالد صفا، طالبة، قطر
Image
Two young girls write in workbooks at a shared desk in a classroom in Iraq

ما هو الطفل؟ الطفل هو أرقى شكل من أشكال الحياة، فالطفل يعكس عالماً لا يزال غير مطبّع بالتشاؤم. والأطفال هم أضعف الخلق وأكثرهم براءةً على وجه الأرض، ولكن هل نعاملهم كما لو كانوا كذلك؟ للأطفال حقوق حالهم حال الكبار، ومع ذلك، يجد الكثيرون صعوبة في منحهم تلك الحقوق. ولهذا السبب، في هذا اليوم العالمي للطفل الذي يوافق 20 نوفمبر 2023، قررنا توحيد أصوات الأطفال تحت صوت واحد لمشاركة معاناتهم. فبحسب ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي، يحظى الأطفال في جميع أنحاء العالم باهتمام مستمر من والديهم وجميع من حولهم، ولكن ماذا عما يحدث في الخفاء؟ وماذا عن الأطفال الذين لا يظهرون على الشاشات، أليسوا أطفالاً أيضاً؟

الحق في الحياة

يستحق كل شخص على وجه الأرض أن يعيش، وخاصة الأطفال، لكن الكثيرين لا يحظون بفرصة العيش بسبب قضايا عالمية مثل الحروب. وينظر الكثيرون إلى الوضع كما لو كان ذلك ذنب الأطفال، وهو أمر فظيع تماماً لأن الأطفال لم يفعلوا شيئاً سيئاً لهذا العالم ليستحقوا أن تُسلب حياتهم منهم بهذه الطريقة الوحشية. كما يتعرض الأطفال للقتل والاستعباد والتعذيب لمجرد كونهم بشراً. وهناك أطفال في هذا العالم يختفون دون أن يتركوا أثراً في جميع أنحاء العالم، ليتم الإبلاغ عنهم كمفقودين أو هاربين، دون الأخذ في الاعتبار احتمال أن يكونوا ضحايا جرائم قتل أو اختطاف. فالحق في الحياة هو الحق الأهم من بين جميع الحقوق لأن جميع الحقوق الأخرى تأتي بعده.

الحق في الحصول على التعليم

عندما نفترض أن الاحتياجات الأساسية، مثل التعليم، تتوفر لكل طفل، فإننا نغض الطرف عن الأطفال الذين لا يتلقون التعليم الجيد، الأمر الذي قد يراه البعض بأنه أسوأ من الموت، فما قيمة الحياة دون معرفة؟ وما الذي يمكن لأي طفل أن يفعله أو يحققه دون أن يحصل على تعليم جيد، ناهيك عن تعليم من أي نوع؟ ففي العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، نجد نقص التعليم أمراً شائعاً، كما هو الحال في النيجر، حيث نجد ما يصل إلى 3 من كل 10 شباب غير متعلمين بسبب عدم كفاية التمويل ونقص المعلمين الجيدين. وهذا واحد من أمثلة عديدة توضح لماذا لا ينبغي لنا أن نتجاهل حق الأطفال في الحصول على التعليم.

الحق في الصحة

إذا كنت قد تعرضت لإصابة ما، فإنك تعلم الإجراءات اللازمة لمغادرة المنزل، والذهاب إلى المستشفى، والخضوع للفحص الطبي. أما في بعض البلدان، فحتى أولئك الذين يولدون بإعاقات تهدد حياتهم لا يستطيعون الوصول إلى المستشفى أو الطبيب بسبب سوء وضعهم المعيشي، مما يؤدي إلى وفاة الكثيرين. وقد تنظر إلى ذلك وتقول: "حسناً، لا ذنب لي في ذلك"، ولكن انظر مرة أخرى، وسترى كيف يمكن لإنسان واحد مثلك أن يؤثر في العالم بشكل أفضل بكثير ويحدث تغييراً من خلال التعلم عن حقوق الأطفال والتحول إلى ناشط من أجلهم.

حق الحصول على مأوى آمن

يشتكي الكثير منا إذا كانت لم يكن حجم غرفته كبيراً بما يكفي أو إذا كان سريره لا يتسع لجميع ألعابه. في حين يوجد بشر مثلي ومثلك مجبرون على العيش والنوم والأكل في الشوارع بسبب تعرض منازلهم للسرقة بشكل غير قانوني، أو القصف المستمر في مناطق الحرب التي تجعل كل مكان ينقلب رأساً على عقب، وأيضاً بسبب الحكومات التي ترفض تحمل المسؤولية عما اجترحته من أفعال.

هذه هي الأسباب التي تحتّم علينا التحدث بإلحاح من أجل حقوق الأطفال، خاصة في البلدان التي مزقتها الحروب، والتي يتحطم فيها حتى أبسط شيء يمكن للمرء أن يحظى به، وهو الحياة. والآن يجب أن نفكر: "هل أنا أساعد، أم أنا المشكلة بحد ذاتها؟" إذا كنت تعتقد أن صمتك بسبب الجهل خير من اختيار تثقيف نفسك والتحدث عن مواضيع بهذه الأهمية، فيجب عليك أن تختار فعل الصواب.

 

دانا خالد صفا طالبة تبلغ من العمر 14 عاماً. ولدت ونشأت في قطر حيث تدرس في مدرسة حفصة الإعدادية للبنات. دانا من أصل فلسطيني، وتقول: "على الرغم من أنني لم أزر فلسطين من قبل، إلا أنني أعتقد أنها بلد جميل جداً."